بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع قديم وكنت أظنه مشهورا يا اخوتي ، لكن فوجئت أن من المتابعين للأخبار لا يعلم عنه شيئا فإليكم خبر يلخص كل ما مررت به منذ عامين مع أصغر أخواتي وهي في مرحلتها الابتدائية
اختراق
في كتاب 'القيم والأخلاق'.. ذكر رسول الله جريمة!!
هاني زايد ... عن مجلة الأسبوع القاهرية
عندما تقرأ مقدمة كتاب القيم والأخلاق الذي يتم تدريسه لطلاب الصف السادس الابتدائي تشعر
أن أبواب كنز ثمين فتحت أمامك.. فالمقدمة تتحدث عن إعداد منهج للقيم الاخلاقية لتلاميذ
المرحلة الابتدائية ينبع من هويتنا القومية ومصريتنا الأصيلة وحضارتنا الراسخة عبر العصور..
لكن بمجرد أن تتصفح فصول الكتاب تجد نفسك أمام اختراق فكري لا يقل أثرا عن الاختراق
عبر بوابات التجسس.. فالكتاب يأخذك بعيدا عن كل ما وعدك به في المقدمة إلي حد العبث في
الدين ذاته.. الفصل الأول من الكتاب الذي يحمل عنوان 'الصدق ' تناول قصة رسول الله صلي
الله عليه وسلم مع الصحابي الذي جاءه طالبا النصح فنصحه الرسول بألا يكذب.. لكن الكتاب
بدلا من أن يذكر أن النصيحة جاءت علي لسان الرسول صلي الله عليه وسلم راح يكتبها علي
لسان 'عالم' وكأن ذكره صلي الله عليه وسلم أصبح تهمة في عالم العولمة بكل ما يحمله من
تيارات وضغوط واتجاهات.. ونفس الأمر تكرر في الدرس الخامس من الوحدة الأولي الذي
يحمل عنوان 'الرضا النفسي'.. حيث أورد الكتاب قصة رسول الله صلي الله عليه وسلم
مع 'ثعلبة' الذي دعا الله أن يرزقه بالمال الكثير.. فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم 'إن
قليلا من المال تؤدي شكره خير من كثير قد يشغلك عن طاعة الله'.. لكن ثعلبة أقسم لئن اعطاه
الله المال الكثير فسوف يتبرع منه للمساكين ومساعدة المحتاجين وإعطاء كل صاحب حق حقه..
ولم يف ثعلبة بقسمه عندما أعطاه الله المال حتي أعاده الله فقيرا.. وبدلا من أن يحكي مؤلفو
الكتاب تلك القصة علي أنها من السيرة راحوا ينسبون كلامه صلي الله عليه وسلم إلي من وصفوه
بالشيخ الحكيم!!
الأكثر من ذلك هو ما ورد في الدرس الخامس من الوحدة الثانية الذي حمل عنوان 'السعادة'..
حيث سرد مؤلفو الكتاب قصة أصحاب الجنة الذين ورثوا عن والدهم الصالح حديقة غناء.. وبدلا
من أن يسيروا علي درب والدهم راحوا يقسمون بزن يمنعوا خير الحديقة عن المساكين
والمحتاجين. وهي القصة التي ورد ذكرها في الآيات من السابعة عشرة وحتي الخامسة والثلاثين
من صورة القلم وبدلا من أن يستدل مؤلفو الكتاب بأي من تلك الآيات. راحوا يستدلون بالآية
الخامسة من سورة الضحي التي ورد فيها قوله تعالي 'ولسوف يعطيك ربك فترضي'.. وهي اية
نزلت في رسول الله صلي الله عليه وسلم وليس لها علاقة من قريب أو بعيد بقصة أصحاب
الجنة.. الأغرب من ذلك أن مؤلفي الكتاب راحوا يخلطون الحابل بالنابل من خلال تخصيص
مساحة من كل درس تحت عنوان 'أنشطة ومعلومات إثرائية' خلطوا فيها بين آيات القرآن الكريم
والأحاديث الشريفة والأقوال المأثورة وأقوال الشعراء اضافة إلي أقوال بولس الرسول ويعقوب ا
لرسول وكله باسم القيم والاخلاق.. وهو ما يجعلنا نصرخ مناشدين القائمين علي شئون التعليم
وإعداد المناهج في بلادنا باسم القيم والاخلاق التي ينادون بها أن يرحمونا من هذا الاختراق
والعبث بديننا.. ويكفي الاسلام والمسلمون ما يتعرضون له علي يد أعدائهم في الغرب صباح
مساء ...
انتهى كلامه
*
م
ن
ق
و
ل
*