الأغنية الشعبية تغطي كافة مظاهر الحياة ولا يخلو أي مظهر أو مناسبة لا تمثلها الأغنية الشعبية التي انتقلت من السلف إلى الخلف، وبحيث بقيت هذه الأغنية على اختلافها حية في وجدان الشعب، وإن كانت هناك بعض الأغاني الشعبية قد اندثرت أو في طريقها إلى الاندثار فإن ذلك يعود إلى أن المناسبة التي أبدعت من أجلها هي أيضاً في طريقها إلى الزوال، فأغاني الحصاد الشعبية الفلسطينية بلا شك في طريقها إلى الاندثار إذا لم نتمكن من جمعها الآن وبسرعة والسبب أنه لم يعد هناك بيادر وشواعيب ومناجل وبالتالي لم يعد هناك ضرورة لأداء أغاني الحصاد. وتغطي الأغنية الشعبية مدى واسعاً من المناسبات فهناك أغان للنساء كالدبكات النسائية (حبل مودع) أو أغاني النساء خلال الزفة، أو في ليلة الحناء، أو عند التلبيسة أو عند الفاردة لإحضار العروس... كما أن هناك أغاني الرجال كأغاني الدبكات من ظريف الطول وجفرا ودلعونا وغيرها"، وهناك أيضاً أغاني المناسبات كالحج وتوديع الحاج عند ذهابه إلى أداء فريضة الحج، وأغاني الحصاد والبذار، وأغاني الطبخ، وأغاني الموت عند فقدات عزيز "الردح" أو أغاني خاصة بالأطفال كالهدهدة في السرير للنوم أو طلب الغيث والكثير من المناسبات الأخرى.
أما الحداء أو الزجل الشعبي فهو كذلك يغطي في موضوعاته كافة مظاهر الحياة ويعالجها، إلا أن الزجل "الحداء" عادة ما يكون في حفلات الأعراس ومقصورا عليها في المقام الأول، بالإضافة إلى أن محتوى الزجل الشعبي (الحداء) متغير فمضمون العتابا مثلا ليس ثابتاً بل متغير تبعاً لابداعات الزجال أو الشاعر الشعبي، في حين أن مضمون الأغنية الشعبية يكاد يكون ثابتا، وأن حصل تغيير في المحتوى فهو أبطأ منه في الزجل (الحداء) الشعبي. بالإضافة إلى أن الزجال (الحداء) الشعبي يؤديه شاعر أو زجال مع زميل له وهو يقوم بتوجيه الجمهور وهو صاحب الدور الرئيسي في الاحتفال أما الأغنية الشعبية فعادة ما تكون جماعية الأداء وأن الجمهور أو الجماعة هي التي تؤدي الأغنية على شكل فريق وإن كانت هناك بعض الأغاني الشعبية ذات أداء فردي إلا أن الصفة الغالبة على الأغنية الشعبية هي الجماعة.