وللمصريين القدماء دور كبير في تطوير الخط حيث أنهم بدأو في رسم الصور رسما دقيقا حتى تشبه مصوراتها تماما، فجعلوا يختصرون في رسمها فبدلا من أن يرسموا صورة الأسد واضحة بكل تقاطيع الأسد، رسموها بالاختصار والسرعة حتى تشبهه وهكذا في سائر الرسوم، فتولد عنهم نوع آخر من الكتابة وهي الهيراطيقية والديموطيقية وكانوا يستخدمونها لفترة طويلة، وتلك كانت خطوة كبيرة نحو الكتابة الهجائية ولكنهم لم يكونوا يتهجون تلك الرسوم فهي لم تكن بعد هجائية، وكان أول من بدأ بحروف التهجي هم الفينيقيون الذين كانوا يسكنون سواحل سوريا قبل الميلاد بأكثر من ألفي عام.
تطوير الخط عامة و العربي خاصة:
المرحلة الأولى:
الخط المصري القديم، وقد استعمل المصريون نوعين من الخطوط: 1. الخط الهيروغليفي وكان يستخدم للنقش، ولفظ هيروغليفي مكوّن من كلمتين يونانيتين " هيرو " وتعني مقدس و " غليف " وتعني حفر، وكان هذا النوع من الخط خاصا بالكهنة ورجال الدين.
2. الخط الهيراطيقي والذي كان خاصا بعمال الدواوين وكتّاب الدولة.
وفي عام 663 قبل الميلاد في العصر الأثيوبي ظهر خط ثالث مختصر من الهيراطيقي أطلق عليه اسم الديموطيقي وكان يستعمل في كتابة اللغة العامية ثم زاد انتشاره في عهد البطالسة على وجه الخصوص.
المرحلة الثانية:
الخط الفينيقي نسبة إلى فينيقيا، والفينيقيون كانوا أكثر الناس اشتغالا بالتجارة ومخالطة بالمصريين فتعلموا كتابتهم ثم وضعوا لأنفسهم حروفا خالية من التعقيد لاستعمالها في المراسلات التجارية وقد أخذوا من حروف المصريين خمسة عشر حرفا وقاموا بتعديل ضئيل عليها.
المرحلة الثالثة:
مرحلة الخط المسند وهو عدة أنواع:
1. الخط الصفوي نسبة إلى الصفا.
2. الخط الثمودي نسبة إلى ثمود سكان مدائن صالح.
3. الخط اللحياني نسبة إلى بني لحيان.
4. الخط السبئي الذي وصل من اليمن ومنها إلى الحجاز.
أنواع الخط العربي:
للخط العربي أنواع هي :
• الثلث
• النسخ
• الرقعة
• الديواني ( الهمايوني )
•الاجازة أو التوقيع
وغيرها ...........
ويعتبر خط الثلث أم الخطوط إذ هو أصعبها.
واضع أغلب قواعد الخطوط العربية:
واضع قواعد الكثير من الخطوط كخط الثلث والنسخ والرقعة هو الوزير ابن مقلة، وخط النسخ أطلق عليه خط النسخ لكثرة استعماله في نسخ الكتب ونقلها.
ويعتبر خط الرقعة من أسهل الخطوط، وكل من أتقنه سهل عليه الخط الديواني.
والخط الديواني (الهمايوني) قسمان : ديواني رقعة و ديواني حلبي.
فالأول ما كان خاليا من الشكل والزخرفة و لابد من استقامة سطوره من أسفل .
والثاني ما تداخلت حروفه وزخرفته بالنقط حتى تكون كالقطعة الواحدة وسمي بالديواني لأنه صادر من الديوان الهمايوني السلطاني، فجميع الأوامر الملكية سابقا كانت لا تكتب إلا به.
أما خط الإجازة أو التوقيع فهو بين الثلث والنسخ وقد وضع أساس قواعده يوسف الشجري في زمن الخليفة المأمون.
حروف التاج: الباعث على اختراعها في العصر الحديث هو رغبة الملك فؤاد الأول في أن تبتكر صورة للحروف الهجائية العربية في خطى النسخ والرقعة بحيث لا يتغير شكلها المعروف وتؤدي ما تؤديه الحروف الكبيرة في اللغة الإنجليزية مثلا، لتوجيه نظر القارئ إلى أوائل الكلام وتميز الأعلام عن غيرها، وكذلك وضع علامات للترقيم لترشد القارئ إلى ما يتضمنه الكلام من الرموز والإشارات المعنوية وتهديه إلى فهم ما ترمي إليه بعض الجمل و الكلمات، كعلامات الاستفهام والتعجب والحذف والفواصل، وقد اخترع هذه الحروف الأستاذ محمد محفوظ.
أشكال الحروف العربية:
مما لا جدال فيه أن الخط الإنجليزي الأجنبي أسهل كتابة من الخط العربي، فإن الطالب متى ما تعلم كتابة الحروف الأجنبية منفردة، أصبح بإمكانه أن يكتبها مجموعة من تلقاء نفسه، وذلك لأن الحروف الأجنبية لا تغير أشكالها أينما وقعت في الكلمة.
أما أشكال الحروف العربية فهي متعددة ومتنوعة، حسب الاتصال أو الانفصال، وحسب ورودها في بدء الكلمة أو وسطها أو آخرها، أو إذا جاءت منفردة، حتى أن لبعضها أربعة أشكال مثل ( خـ) و هكذا تبلغ الحروف العربية ستة و تسعين شكلا، يمكن تبويبها في مجموعتين:
المجموعة الأولى:
ثمانية حروف لكل منها شكلان فقط، يأتي الشكل الأول في حالتي:
1. انفراد الحرف في الكتابة
2. مجيئه في أول الكلمة
ويأتي الشكل الثاني في حالتي:
1. مجيئه في وسط الكلمة
2. مجيئه في آخرها
وهذه الحروف هي:
(الألف \ الدال \ الذال \ الراء \ الزاي \ الطاء \ الظاء \ الواو)
(ا ـا \ د ـد \ ذ ـذ \ ر ـر \ ز ـز \ ط ـط \ ظ ـظ \ و ـو )
المجموعة الثانية:
عشرون حرفا لكل منها أربعة أشكال: ( يأتي الشكل الأول في حالة انفراد الحرف في الكتابة، ويأتي الثاني في أول الكلمة، ويأتي الثالث في وسط الكلمة، ويأتي الرابع في آخر الكلمة ) وهذه الحروف هي:
(ب بـ ـبـ ـب \ ت تـ ـتـ ــت \ ث ثـ ـثـ ـث \ ج جـ ـجـ ـج \ ح حـ ـحـ ـح \ خ خـ ـخـ ـخ \ س سـ ـسـ ـس \ ش شـ ـشـ ـش \ ص صـ ـصـ ـص \ ض ضـ ـضـ ـض \ ع عـ ـعـ ـع \ غ غـ ـغـ ـغ \ ف فـ ـفـ ـف \ ق قـ ـقـ ـق \ ك كـ ـكـ ـك \ ل لـ ـلـ ـل \ م مـ ـمـ ـم \ ن نـ ـنـ ـن \ هـ هـ ـهـ ـه \ ي يـ ـيـ ـي )
تتشابه الحروف العربية بشكل يؤدي إلى صعوبة في التمييز بينها أحيانا مثل (ب – ت – ث – ن \ ج – ح – خ \ د – ذ \ ر – ز \ س – ش \ ص – ض \ ط – ظ \ ع – غ \ ف – ق \ ك – ل ) وهذه الصعوبة ناشئة من التنقيط الذي طرأ على بعض الحروف، إذ أن الحروف المعجمة ( التي يوجد بها نقط ) عددها خمسة عشر حرفا وهي: (ب ت ث ج خ ذ ز ش ض ظ غ ف ق ن ي)
أما الحروف المهملة التي بقت على أصلها (التي لا يوجد فيها نقط ) فعددها ثلاثة عشر حرفا وهي ( ا ح د ر س ص ط ع ك ل م هـ و ) ولا تصح قراءة الحرف إلا بمراعاة تنقيطه، ونسيان هذه النقاط أو إهمالها يغير من حقيقة الحرف، بينما لا نجد في الخط الأجنبي حروفا منقوطة إلا في القليل منها كحرفي ( i - j )
يتبع